الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان أجود الناس بالخير، كما وصفه بذلك عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة. متفق عليه.
وكان يخص العشر الأخيرة من رمضان بمزيد اهتمام، فعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر. رواه البخاري، ومسلم. أي جد في العبادة واعتزل النساء، وفي مسند أحمد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يخلط في العشرين الأولى النبي -صلى الله عليه وسلم- من نوم وصلاة، فإذا دخلت العشر، جد وشد المئزر.
وكان عليه الصلاة والسلام يعتكف في رمضان يلتمس ليلة القدر، واستقر اعتكافه في العشر الأواخر لما أعلم بأن ليلة القدر فيها، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده، فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه، فقال: إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر، فمن أحب أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه...
والحاصل أنه عليه الصلاة والسلام كان في رمضان يجتهد في العبادة بأنواعها المختلفة، فكان رمضان شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن والجهاد في سبيل الله -عزَّ وجلَّ-، ففي رمضان كانت غزوة بدر وغزوة الفتح، وكانت عدة سرايا فيه أيضاً.
وعليه؛ فينبغي للمسلم أن يجتهد في رمضان ويرتب وقته ويستغله في العبادة، ولا يفوت هذا الموسم في اللهو واللعب، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.