الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فيبدو لنا من السؤال أن الأخت السائلة مصابة بشيء من الوسوسة، ونجيبها باختصار فنقول:
الأصل هو صحة الصيام، إذا انعقدت نيته في وقتها، ولا يبطل بمجرد الشك في نية الفطر، أو الشك فيما نزل هل هو حيض أم لا، فقولك في نفسك: "إن زاد الصداع، فسأفطر"، إن كان مجرد خاطرة، ولم تعزمي عليه، فإنه لا أثر له على الصوم، وصيامك صحيح.
وأما إن كنت قد عزمت على ذلك، فإن هذه نيةٌ، وللعلماء قولان في تعليق الفطر بحصول أمر ما، وقد ذكرناهما في الفتوى: 140459، وبينا أن الأحوط هو القضاء، فالأحوط أن تعيدي ذلك اليوم، وهذا يجري أيضًا على صيام اليوم الذي فكرت فيه في الفطر؛ خوفًا من نزول الحيض، هل كان ذلك مجرد خاطرة أم عزمت على فطره؟
واليوم الذي نزلت فيه تلك الإفرازات، وانقطعت لمدة أربعة أيام، لا تطالبين بقضائه؛ لأن تلك الإفرازات، ليست حيضًا، ولو صاحبها ألم الحيض؛ إذ الحيض هو نزول الدم، ولا يقلّ عن يوم وليلة، وليس مجرد ألم، أو إحساس به.
واليوم الذي ذكرت أنك نويتِ صيامه عن قضاء رمضان، ولكن شككت هل قلت: "قضاء عن رمضان"، هذا اليوم صيامه صحيح، ومجزئ عن القضاء، ما دمت نويت أنه عن صيام رمضان، ولا يشترط للنية التلفظ بها، بل لا يشرع التلفظ بها أصلًا، وانظري الفتوى: 172651.
والله تعالى أعلم