الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا نرى مشروعية الدعاء بهذا الدعاء، فالوديعة ما يوضع عند الغير ليحفظه، وكأن الداعي بذلك الدعاء الركيك الألفاظ قد ضمن أنه من أهل الجنة، ووضع مقعده فيها عند الله تعالى؛ ليحفظه له حتى يأتيه.
ومن المعلوم أن الإنسان قد كُتِبَ له مقعدٌ في الجنة، ومقعدٌ في النار ــ والعياذ بالله ــ ولا يدري إلى أيهما يصير، ففي الحديث الذي رواه البخاري: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَفَلاَ نَتَّكِلُ؟ فَقَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى} إِلَى قَوْلِهِ {لِلْعُسْرَى}.
والأفضل للمرء حين يدعو أن يلتمس الأدعية المأثورة من أدعية القرآن والسنة، ويكتفي بهما، ففيها الخير والبركة والكفاية، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم ـ كما قالت أمنا السيدة عائشة ـ رضي الله عنها: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
والله تعالى أعلم.