الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دمت تجزم يقينًا أن المبلغ ليس لك، ولم يتبين لك سبب وجوده في الحساب، فليس لك التصرف فيه، واحتمال الخطأ في مثل هذا وارد، وربما يكون هناك تساهل من الموظفين في البنك لمعرفة سبب وجود المبلغ في حسابك، وما مصدره، وهذا في العادة معرفته أمر ميسور بالنسبة لهم؛ فأعد مراجعتهم؛ لمعرفة مصدر المال.
وإن كان حُوِّل إلى حسابك بالخطأ، وأمكن رده إلى صاحبه، فعليك فعل ذلك.
ولو فرضنا أنك لم تعرف مصدره بعد البحث، ومضي عام على ذلك، فلا حرج عليك أن تنتفع به حينئذ، مع ضمانه لصاحبه، لو ظهر، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المال المجهول الذي لا يعرف مالكه، فإنه قال: فَإِنَّ هَذَا كَاللُّقَطَةِ، يُعَرَّفُ سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، فَذَاكَ، وإلَّا فَلِآخِذِهَا أَنْ يُنْفِقَهَا؛ بِشَرْطِ ضَمَانِهَا، وَلَوْ أَيِسَ مِنْ وُجُودِ صَاحِبِهَا، فَإِنَّهُ يَتَصَدَّقُ بِهِ، وَيُصْرَفُ فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ.. اهـ.
والله أعلم.