الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الدعاء على الظالم يجوز بقدر مظلمته، ولا يجوز الاعتداء عليه في الدعاء بأن يدعى عليه بأكثر من ظلامته.
وما دمت لم تسامحيه، فلا حرج عليك في الدعاء عليه بالضابط المذكور، ولا تؤثر تلك الخواطر التي عرضت لك في المنع من ذلك.
بيد أن ما ننصحك به، وندلك عليه هو العفو، والصفح؛ فإن أجره أعظم، وعاقبته أحلى، قال الله: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}، وقال: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}، وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا.
فإذا كنت تريدين عز الدنيا، ورفعة الآخرة، فالعفو والصفح سبيل ذلك، وهو أيضًا سبيل مغفرة الله لك.
فإن كنت تحبين عفو الله عنك، ومغفرته لك، فبادري بالعفو عمن أساء إليك، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور:22}.
والله أعلم.