الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتعجيل الفطر سنة غير واجب، باتفاق العلماء.
قال النووي رحمه الله: فَاتَّفَقَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ مِن الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ السَّحُورَ سُنَّةٌ، وَأَنَّ تَأْخِيرَهُ أَفْضَلُ. وَعَلَى أَنَّ تَعْجِيلَ الْفِطْرِ سُنَّةٌ بَعْدَ تَحَقُّقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ. وَدَلِيلُ ذَلِكَ كُلُّهُ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ، وَلِأَنَّ فِيهِمَا إعَانَةً عَلَى الصَّوْمِ، وَلِأَنَّ فِيهِمَا مُخَالَفَةً لِلْكُفَّارِ، كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورِ فِي الْكِتَابِ، وَالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي سَأَذْكُرُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى: فَصَلَ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ. وَلِأَنَّ محل الصوم هو الليل، فَلَا مَعْنَى لِتَأْخِيرِ الْفِطْرِ وَالِامْتِنَاعِ مِن السَّحُورِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ. وَلِأَنَّ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ صَارَ مُفْطِرًا، فَلَا فَائِدَةَ فِي تَأْخِيرِ الْفِطْرِ. انتهى.
فإذا علمت هذا، فإن تأخيرك الفطر بعض الوقت لأجل الدعاء لا يفسد به صومك، ولا يوجب عليك القضاء؛ وإن كان خلاف السنة؛ كما ذكرنا، فلا تعيدي شيئا من تلك الأيام؛ فإن صومك فيها صحيح إن شاء الله.
والله أعلم.