الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بدعائك ربك أن يرزقك الزوج، ولتكن أمنيتك الزوج الصالح صاحب الدين والخلق، فمثله أرجى أن تسعد معه الزوجة، وأن تدوم معه العشرة؛ ولذلك حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الذي رواه الترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
وذكر الغزالي في إحياء علوم الدين، أن رجلًا قال للحسن - رحمه الله -: قد خطب ابنتي جماعة، فمن أزوجها؟ قال: ممن يتقي الله، فإن أحبها، أكرمها، وإن أبغضها، لم يظلمها.
والدعاء من أفضل ما يحقق به المسلم ما يتمنى، فالرب جواد كريم، أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، فلا ينبغي أن تتركي الدعاء بكل حال، فهذا نوع من تسويل الشيطان؛ ليمنعك من هذا الخير، فالدعاء عبودية لله تعالى. روى أبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء هو العبادة.
ولا يلزم أن يكون ذكرك لاسم شخص لا تحبينه دلالة على كون ذلك رسالة من الله أنه الأنسب لك، وقد لا يكون ذلك أيضًا وسوسة شيطانية، فلا يجب عليك أن ترتضيه زوجًا لك.
وإن تقدم أحد للزواج منك، فاسألي عنه من يعرفونه من ثقات الناس، فإن أثنوا عليه خيرًا، فاستخيري الله تعالى في أمره؛ ليختار لك الأصلح بالزواج منه أو عدمه، وراجعي في الاستخارة الفتوى رقم: 19333، والفتوى رقم: 123457
هذا مع العلم أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على من تحب زواجه منها، وأن تستعين بالثقات في البحث عن الأزواج، كما هو مبين في الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.