الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج على المسلم أن يسأل أخاه هل له حاجةٌ يدعو له بها، وقد روى أبو داود، والنسائي، وأحمد في المسند، عن رَبِيعَةَ بْنَ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيَّ، قال: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آتِيهِ بِوَضُوئِهِ، وَبِحَاجَتِهِ، فَقَالَ: «سَلْنِي»، فَقُلْتُ: مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: «أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
ولكن ينبغي أن يحذر من النية الفاسدة التي قد تعرض له، كأن يقصد إظهار أنه من الصالحين المستجابي الدعوة، أو إظهار أنه في العمرة ومجتهد في الدعاء والعبادة، ونحو ذلك من المقاصد الفاسدة، وإنما ينوي التقرب إلى الله تعالى بالدعاء لإخوانه، وينوي نفع نفسه بالدعاء لهم أيضًا؛ فإن الملك يقول له كلما دعا لأخيه: "ولك بمثل".
كما ينبغي الاعتدال في ذلك أيضًا بأن لا يُشغل كل وقته بالدعاء للناس، ويترك عبادات أخرى عظيمة، كالطواف، وقراءة القرآن، والصلاة.
والله تعالى أعلم.