الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أن الحديث المشار إليه في السؤال ضعيف، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل قال بعض العلماء: إنه شديد الضعف، مُنكرٌ. كما في الفتوى رقم: 112310 وانظر أيضًا الفتوى رقم: 355492، والفتوى رقم: 166819، والفتوى رقم: 52978.
ولا يجوز للمسلم أن ينشر شيئًا من الأحاديث إلا بعد التأكد من ثبوت نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس كل ما يقال: إنه حديث، يبادر إلى نشره من غير تثبت، فإنه إن لم يتثبت ربما نشر حديثًا مكذوبًا، فيكون أحد الكذابين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويناله الوعيد المذكور في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني، وصححه شعيب الأرناؤوط.
وفي حديث ابن عباس عند الترمذي، وحسنه: اتَّقُوا الحَدِيثَ عَنِّي إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
كما أن بيان ضعف تلك الأحاديث، وتنبيه المسلمين إلى حالها، يعتبر من النصيحة للدين، وللرسول صلى الله عليه وسلم، ولعامة المسلمين.
وقد قال السيوطي في كتابه: "تحذير الخواص من أكاذيب القصاص" نقلًا عن الإمام الدارقطني -رحمه الله تعالى- أنه قال: ومن سننه صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين من بعده الذّب عن سنته، ونفي الأخبار الكاذبة عنها، والكشف عن ناقلها، وبيان تزوير الكاذبين... اهــ.
والله تعالى أعلم.