الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت من كونك لم تحيضي إلا مرة واحدة، قد لا يعني عقما، وأنك لن تنجبي، فقد يكون السبب عارضا، فاعرضي أمرك على أهل الاختصاص من الأطباء، عسى الله عز وجل أن يشفيك. روى مسلم عن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل.
وعلى تقدير أنك عقيم، فالعقم ليس عيبا يجب إخبار الخاطب به، كما بينا في الفتوى رقم: 44849.
فبادري إلى الزواج، وأقبلي على الدعاء، فالدعاء قدر تنازع به أقدار الله تعالى؛ ثبت في سنن الترمذي عن سلمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء.
فأحسني الظن بربك، فما خاب من رجاه، وهو من أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة؛ فقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وراجعي لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 119608. والدعاء لا ينافي الرضا بالقضاء.
ونذكر في الختام بأن للزواج مصالح كثيرة غير الإنجاب، سبق وأن نبهنا على بعضها في الفتوى رقم: 340735، والفتوى رقم: 194929.
وقد أوضحنا في هذه الفتوى الأخيرة، أن الزواج قد يجب، وذلك في حق من يخشى على نفسه الفتنة.
والله أعلم.