الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصلاة من أجل العبادات، وأعظم القربات، ولنا في كيفية إقامتها أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، القائل: صلوا كما رأيتموني أصلي. رواه البخاري. والقائل: إن في الصلاة لشغلًا. رواه البخاري.
قال الطيبي في شرح المشكاة: لأنها مناجاة مع الله تبارك وتعالي، واستغراق في خدمته، فلا يصح الاشتغال بالغير. اهـ.
وقال ابن رجب في شرح صحيح البخاري: لاشتغاله بما هوَ فيهِ من الإقبال على مناجاة الله عز وجل، فلا ينبغي لهُ أن يتشاغل بغيره، ما دام بين يديه. اهـ.
ولا يخفى مدى التعارض بين هذا المعنى، وبين الحال التي يسأل عنها السائل، حيث الانشغال بتمرينات التنفس، وأساليب التركيز والاسترخاء!!!
والسنة في الصلاة: الانشغال بمعاني ما فيها من الأذكار المشروعة في أركانها المتعددة، من: التلاوة، والتكبير، والتسبيح، والتهليل، والتحميد، والدعاء، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والاستغراق في دلالات هيئاتها المشروعة، من: القيام، والركوع، والسجود، والجلوس، هذا كله مع مراقبة الله تعالى، والاجتهاد في الوصول لمرتبة الإحسان؛ ليعبد الله كأنه يراه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته، ما لم يلتفت. رواه أحمد، والترمذي، وصححه ابن خزيمة، والألباني. فأين هذا من الصمت، أو التركيز على التنفس، وتمارين الاسترخاء؟!
والانتفاع بالصلاة والوصول فيها لأعظم المراتب، لا يكون بهذه الطرق التي ذكرها السائل، وإنما يكون بالعلم النافع، والعمل الصالح، فيجتهد المسلم في تعلم كيفية الصلاة، والخشوع، والقنوت فيها، من خلال نصوص الوحي، وكلام أهل العلم، ثم يجاهد نفسه لامتثال ما عرف، والعمل بما علم.
وأما هذه الطرق، ففي استعمالها خارج الصلاة متسع، وانظر الفتويين: 327469، 309163.
والله أعلم.