الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ندري من قال ببدعية مثل هذا التطبيق المفيد؟! ولا ندري ما وجه قوله؟!
وعلى أية حال؛ فحكم هذا التطبيق هو: حكم قراءة القرآن المجيد من شاشة الجوال، وحكم من يكتفي بقراءة آية واحدة ولا يكمل، وحكم من يطلب تذكيره بقراءة شيء من القرآن كلما فتح جواله، وهذه الأمور الثلاثة لا حرج فيها، كما هو واضح.
وأما الحكم بأن هذا التطبيق يقلل من عظمة كتاب الله! فليس بصحيح، ولكن يمكن أن يقال: إن غير هذه الطريقة في قراءة القرآن أفضل وأقرب إلى تعظيم تلاوة القرآن، والانتفاع بها، وذلك باستجماع آداب التلاوة، التي سبق ذكر بعضها في الفتوى رقم: 24437.
ولكن هذا لا يعني حرمة استعمال التطبيق أو بدعيته، وإنما يعني أن تلاوة القرآن تستحق اهتمامًا أكبر، وتأدبًا أرفع، كما هو حال أهل الله وخاصته أهل القرآن، من حفظته، ومن لهم ورد طيب من التلاوة، وحرص على الارتباط بالمصحف، فهم لا يحتاجون إلى هذا التطبيق، ولا نظنهم يستعملونه.
وأما حال كثير من المسلمين، وخاصة شبابهم، فليست كذلك، فقد هجروا التلاوة، والله المستعان، وإن كان هذا التطبيق موجهًا لأمثالهم، فلا يصح أن يقال: إنه يقلل من عظمة كتاب الله، والقرآن لا يقرأ بهذه الطريقة!!
والمقصود أن استعمال التطبيق لا حرج فيه، ولكنه ليس الطريقة المثلى للتعامل مع القرآن، والحرص على مداومة وتكرار ختمه وتدبره.
والله أعلم.