الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما المعاصي، فكلما أذنبت فتوبي إلى الله تعالى، ولا تدعي التوبة مهما تكرر منك الذنب؛ فإن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، وربك تعالى غفور رحيم، فإذا تبت توبة صادقة، وعزمت على ترك الذنب، وندمت على فعله؛ فإن الله تعالى يتوب عليك مهما كان ذنبك، وترجعين كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فتوبي إلى ربك، واصدقي في توبتك، وتضرعي إليه سبحانه في أن يعينك على التوبة.
وأما الدعاء، فالزميه، ولا تدعيه؛ فإن العبد يستجاب له ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي، واعلمي أنه ليس من شرط قبول الدعاء أن يتحقق ما طلبته، فقد تكون المصلحة في تأخير الإجابة، وقد تكون المصلحة في أن يوفر الله لك ثواب هذا الدعاء في الآخرة، ففوضي أمرك لله تعالى، وخذي بالأسباب، والجئي إليه سبحانه، وأكثري من دعائه بأن يوفقك لخير الدنيا والآخرة، واحرصي على أوقات الإجابة، وعلى إحضار قلبك في الدعاء، واتباع سنن الدعاء من رفع اليدين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك، ولا تسأمي مهما أبطأت الإجابة؛ فإن لله في كل شيء حكمة.
وأما الوساوس، فعلاجها هو الإعراض عنها، وتجاهلها، وعدم الالتفات إليها كما أوضحناه في فتاوى كثيرة، وانظري الفتوى رقم: 51601.
ولا تضرك هذه الوساوس ما دمت كارهة لها، فاحرصي على التخلص منها بتجاهلها، وعدم المبالاة بها، حتى يذهبها الله عنك بمنه وكرمه.
والله أعلم.