الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في هذا، ولا سيما إن كان يندفع به الضرر عن المسلمين، أو يجعل الناس يتحرزون منهم.
فكما جاز فضح هؤلاء للتحذير منهم، فيجوز الدعاء عليهم بهتك سترهم، فقد ذكر أهل العلم أن ذكر مساوئ الشخص بقصد النصح للآخرين بعدم معاملته، أو الابتعاد عنه، جائز شرعا إذا كان بقدر الحاجة، ولا يعتبر من الغيبة المحرمة، وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 150463.
وقال النووي في شرح صحيح مسلم عند شرح حديث: من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة: وفي هذا فضل إعانة المسلم وتفريج الكرب عنه، وستر زلاته، ويدخل في كشف الكربة وتفريجها من أزالها بماله، أو جاهه أو مساعدته، والظاهر أنه يدخل فيه من أزالها بإشارته ورأيه ودلالته، وأما الستر المندوب إليه هنا، فالمراد به الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس هو معروفا بالأذى والفساد، فأما المعروف بذلك، فيستحب أن لا يستر عليه، بل ترفع قضيته إلى ولي الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة؛ لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والفساد، وانتهاك الحرمات، وجسارة غيره على مثل فعله. هذا كله في ستر معصية وقعت وانقضت، أما معصية رآه عليها وهو بعد متلبس بها، فتجب المبادرة بإنكارها عليه، ومنعه منها على من قدر على ذلك، ولا يحل تأخيرها، فإن عجز لزمه رفعها إلى ولي الأمر، إذا لم تترتب على ذلك مفسدة. انتهى.
والله أعلم.