الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تسعى في استصلاح زوجتك، وردها إلى الاستقامة على الشرع، والمعاشرة بالمعروف، ومما يعينك على ذلك أن تحثها على مصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة، وتعلم أحكام الشرع ولا سيما حقّ الزوج على زوجته، وتستعمل معها الحكمة والرفق، وتستعين بالله تعالى. فإن استقامت وعاشرتك بالمعروف، فهذا خير.
وإن لم يُجْدِ ذلك نفعا، ورأيت أن تسمح لزوجتك بالانفراد بالسكن تجنبا لأسباب الطلاق، ولإعطاء الفرصة لمراجعة النفس، وتراضيتما على ذلك، فلا حرج -إن شاء الله- بشرط أن تجعلها في مكان تأمن فيه على نفسها وابنتها، وينبغي أن تستغلا هذه الفرصة للتعقل والنظر بعين الحكمة في أمر العلاقة الزوجية، خاصة وأنه لم يبق إلا طلقة واحدة، فإن حصلت، فربما تشتت شمل الأسرة، وتكون ابنتكما أول الضحايا. وأنتما على مستوى تعليمي جيد، يستغرب أن يكون بينكما مثل هذا الخلاف.
وبخصوص النقاب: فإن تغطية الوجه مختلف في حكمها بين العلماء، والمفتى به عندنا الوجوب، كما بيناه في الفتوى رقم: 4470.
وعليه، فلا يجوز لزوجتك خلعه لمجرد منع جهة العمل لها من لبسه، أو لكونها لا تحبه، ولتبحث عن مكان آخر خال من المحاذير الشرعية للعمل فيه، فإن وجدته، فالحمد لله، وإن لم تجده، فليس لها أن تستمر في مكان العمل الحالي، إلا إذا كانت بها حاجة للعمل، فتتقي الله ما استطاعت، فتعمل على تغطية وجهها خارج العمل، وتكشفه في العمل بقدر الحاجة، فالحاجة تقدر بقدرها، وللمزيد، تراجع الفتوى رقم: 30155.
والله أعلم.