مقدمات الزنا أخطر مما يُظن
13-3-2001 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم
تحية طيبة لمن ساهم في بناء هذا المشروع الإسلامي الكبير وبارك الله لكل من يعمل فيه. أما بعد،،،
أنا شاب عربي مسلم من بلد عربي عمري 29 سنة تعرفت من سنوات على فتاة مسلمة من بلدي وأعجبت بأخلاقها وتصرفاتها ورأيت فيها شريكة حياتي، ولكني كنت في بداية حياتي العملية واشتغل بجد حتى أحصل على المال الذي أكون به مستقبلي وأبني به أسرة كريمة.
قويت أواصر الصداقة بيني وبين هذه الفتاة ورأيت فيها الزوجة المناسبة، وتعددت لقاءاتنا في أماكن العمل وغيره وكنا نتكلم بالهاتف، ومع مرورالأيام ووجودنا مع بعضنا وحدنا دخل الشيطان بيننا وبدأنا نتبادل القبلات، وتجاوز الأمر هذا الحد بكثير حتى وقعنا فيما لا تحمد عقباه، ولقد ندمنا أشد الندم على ذلك، ويشهد الله أن كلاً منا يريد الآخر بالحلال على سنة الله ورسوله.
أعمل بكل جهدي حتى أوفر أبسط الأشياء لأتزوج هذه الفتاة بالحلال، ولكن تواجهنا العديد من الصعوبات والمشاكل، هل هي عقاب من الله سبحانه وتعالى على الذنب الذي اقترفناه، وماذا نفعل حتى نتوب إلى الله ونرجع إليه ليبارك خطانا؟ ما حكم الشرع في مثل هذه المسألة؟
أفيدونا أفادكم الله...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فاعلم ـ عصمنا الله وإياك من السوء ـ أن الله تعالى إذا حرم شيئاً، حرم الطرق الموصلة والمنافذ المؤدية إليه، فلما حرم الله الفاحشة (الزنا) حرم الله الخلوة بالأجنبية وأمر بغض البصر وأمر المرأة ألا تخضع بالقول، قال تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) [النور : 30-31] ، وأمر الله المرأة كذلك بالاحتجاب إلا عن محرم. وحذر الله من استدراج الشيطانِ العبدَ ليوقعه في شراكه، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ). [ النور: 21] ، ولقد أخطأت خطأ كبيراً في فتحك الباب للشيطان حتى وقعت في الكبيرة المذكورة. وإن العبد إذا أذنب ذنباً فإنه قد يحرم به أشياء منها أن يحرم بعض الرزق وإن التوفيق في أمور العبد هو من الرزق، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " .[ رواه ابن ماجه وقال في الزوائد اسناده حسن ، وصححه السيوطي ] ، وذكر عن الفضيل بن عياض أنه قال : إني لأعصى الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي. فعليك أن تتوب إليه تعالى وأن تكثر من النوافل والطاعات وتندم على ما بدر منك وتعزم عزما صادقا على عدم مقارفة هذا الأمر مرة أخرى ولا أن تفتح لذلك الطريق باباً. وإن أردت أن تتزوج من هذه الفتاة فعليها كذلك مثل ما عليك. والله نسأل أن يصلح أحوالكما وأن يوفقكما للخير. والله تعالى أعلم.