الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدعاء على الكفار عموما جائز، وقد قال العيني في قول النبي صلى الله عليه وسلم: وانقل حماها إلى الجحفة ـ وفيه الدعاء على الكفار بالأمراض والبليات. انتهى.
وكذا لعن الكفار بالعموم، فإنه جائز، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: فَصْلٌ: لَا خِلَافَ فِي جَوَازِ لَعْنِ الْكُفَّارِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ ومن بَعْدَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ، يَلْعَنُونَ الْكَفَرَةَ فِي الْقُنُوتِ وَغَيْرِهِ، فَأَمَّا الْكَافِرُ الْمُعَيَّنُ، فَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهُ لَا يُلْعَنُ، لِأَنَّا لا ندري بما يختم الله له... إلخ، انتهى
فإذا علمت هذا فإن تلك النصوص لا تعارض بحمد الله ما ثبت في السنة من الدعاء للكفار بالهداية، فإن اللعن إنما يصيب من علم الله أنه لا يهتدي منهم، ولا تعارض كذلك حديث: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ـ ونحوه، لأن المقصود أن المؤمن لا يلعن من لا يستحق اللعن، وأما من كان مستحقا للعن فلا إثم في لعنه، نعم قد يقال إن الأولى الدعاء لهم بالهداية, قال الدكتور موسى شاهين في فتح المنعم شرح صحيح مسلم: أما لعن الكافر المعين فالراجح أنه ممنوع خصوصا لو تأذى به المسلم، وأما غير المعين فجائز... والأولى الدعاء لهم بالهداية والإسلام بدل اللعن. انتهى.
والله أعلم.