الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تعاطي المخدرات محرم لا يشك في حرمته من له أدنى معرفة بنصوص الشرع ومقاصده العامة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
1994.
وقد ثبتت بالتجربة الواقعية الأضرار الصحية والاجتماعية والنفسية المترتبة على تعاطي المخدرات، مما يؤكد حرمتها، ويوجب الامتناع عنها. وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
8001.
أما عن علاج هذا الداء العضال، والوباء الفتاك، فإنه يسير على من يسره الله عليه، وذلك يختلف باختلاف أحوال الناس ودرجات إيمانهم، فإن الصحابة رضي الله عنهم لما نزل عليهم تحريم الخمر بقوله تعالى: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[المائدة:91] قالوا: انتهينا ربنا. وأريقت الخمور في سكك المدينة، مسارعة في الامتثال لأمر الله تعالى، وحرصًا على رضاه وتجنبًا لسخطه، لكن بعض الناس قد لا يستطيع أن يواجه نفسه، ليدفع عنها أعاصير الفتن والأهواء، فيحتاج إلى من يعينه على ذلك، فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، ولذا فإن من أهم ما يعين على الإقلاع عن المخدارات انتقاء الصحبة الصالحة التي تحض على الخير وتعين عليه، ولزوم مجالس الذكر، والسعي في طلب العلم الشرعي الذي يحصن القلوب من الفتن والعقول من الأهواء، كما أن شارب المخدرات تمكنه مراجعة المصحات التي أنشأتها غالب الدول لعلاج الإدمان، وذلك ممكن ميسور في غالب بقاع الأرض، وقد بينا طرفًا من كيفية العلاج في الفتوى رقم:
26500.
والله أعلم.