الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأمر النية سهل يسير، فما هو إلا أن يقع في قلبك أنك صائمة غدا فيكفيك هذا، ثم إن المالكية يرون أنه تجزئ نية واحدة من أول الشهر، ويسعك الأخذ بهذا القول مادمت مصابة بالوسوسة؛ فضلا عن كونه قولا قويا متجها، والنية تجوز في أي جزء من أجزاء الليل، فإذا وقع في قلبك في أي لحظة من لحظات الليل أنك تصومين غدا فقد أجزأك ذلك، وكونك نويت صيام الغد يعني اليوم الذي سيطلع فجره هو الصواب، والمقطوع به أن نية الصيام حضرت في قلبك في جميع تلك الأيام المسؤول عنها، وأن شكك المذكور لا يعدو أن يكون وسوسة، فدعي عنك هذه الوساوس ولا تبالي بها ولا تعيريها اهتماما، ولا تقضي شيئا من تلك الأيام، وارفقي بنفسك في أمر النية، فإنه يسير جدا بحمد الله.
والله أعلم.