الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصح السائل ـ بعد اطلاعنا على بعض أسئلته السابقة ـ بترك تشقيق المسائل والسؤال عن كل ما يدور في قلبه، بل عليه أن يقصر سؤاله عن الأشياء التي يحتاجها في تصحيح معتقده أو علمه أو عمله، وحيث إن سياسة الموقع تتمثل في إرسال كل سؤال في رسالة مستقلة، فسنجيب عن السؤال الأول من الأسئلة، ونعتذر عن الإجابة على البقية، وقد ذكر أهل العلم أكثر من معنى في المراد بالنسب، فقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: قال أصحابنا: قيل: معناه أن أمته ينتسبون إليه يوم القيامة، وأمم سائر الأنبياء لا تنتسب إليهم، وقيل: ينتفع يومئذ بالانتساب إليه، ولا ينتفع بسائر الأنساب، وهذا أرجح من الذي قبله، بل ذلك ضعيف، قال الله تعالى: ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم ـ وقال تعالى: ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ـ في آي كثيرة دالة على أن كل أمة تدعى برسولها الذي أرسل إليها. انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ـ وفي رواية بدل: ونسبي وصهري ـ قال الديلمي: السبب هنا الوصلة والمودة، وكل ما يتوصل به إلى الشيء عنك فهو سبب، وقيل السبب يكون بالتزويج والنسب بالولادة. انتهى.
فتلخص من هذين النقلين أن النسب قد يكون المراد به انتساب أمة النبي صلى الله عليه وسلم إليه يوم القيامة، وقد يكون المراد به الانتفاع يوم القيامة بالانتساب إليه صلى الله عليه وسلم، وقد يكون المراد به أن كل نسب منقطع يوم القيامة إلا نسبه صلى الله عليه وسلم من جهة الولادة، ولم نجد أحدا من أهل العلم ذكر أن هذا الفضل لنسبه صلى الله عليه وسلم يدخل فيهم من نسبه إليه من جهة الرضاع، ولا من تعرض لدخول أو خروج والدي الصهر في هذا الفضل الموعود.
والله أعلم.