الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً[النساء: 103] أي فرضًا محدودًا لأوقات لا يجوز إخراجها عن أوقاتها في شيء من الأحوال إلا بعذر شرعي كسفر أو خوف أو مطر أو مشقة شديدة أو مرض شديد، ونحو ذلك من الأعذار المعتبرة شرعاً. أما تأخيرها أو تقديمها عن وقتها لأجل أنه يصعب عليك انتظارها فلا يجوز؛ لأن ذلك ليس بعذر شرعي. واعلمي أن الله جل وعلا قد عظم شأن أوقات الصلاة، كما دلت عليه الآية المتقدمة، وكما دل عليه قوله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[البقرة:238]. قال شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله في شرح العمدة:
والمحافظة عليها فعلها في الوقت لأن سبب نزول الآية تأخير الصلاة يوم الخندق دون تركها لأن السلف فسروها بذلك. ولذا فإن العاجز عن فعل بعض شروط الصلاة وواجباتها كالطهارة واستقبال القبلة وستر العورة والقيام والركوع، يصلي في الوقت على أي حال يستطيعه، ولو أمكنه فعلها بعد وقتها بتمام الشروط والواجبات، وهكذا الشأن في صلاة الخوف، بل حتى في حال القتال والمطاحنة فإنهم يصلون إيماءً مع إمكانهم أن يصلوها تامة بعد خروج الوقت؛ كل ذلك محافظة على وقت الصلاة. ولذا فإن عليك أن تحافظي على أداء صلاة العشاء في وقتها ولو لحقك بسبب ذلك بعض المشقة، فمن المعلوم أن التكليف لا يخلو من نوع مشقة يكون بها تكليفًا.
وراجعي الفتوى رقم:
18301، والفتوى رقم:
18219.
والله أعلم.