الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على غيرتك على حدود الله وحرصك على صلاح أخواتك وأمرهن بالمعروف ونهيهن عن المنكر، واعلم أن المسئول الأول عنهن هو الأب، فبين له ذلك بحكمة وأدب وذكره بمسئوليته أمام الله عنهن، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ .... التحريم (6)
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ........ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ... (متفق عليه)
قال ابن عبد البر: فواجب على كل مسلم أن يعلم أهله ما بهم الحاجة إليه من أمر دينهم ويأمرهم به، وواجب عليه أن ينهاهم عن كل ما لا يحل لهم، ويوقفهم عليه ويمنعهم منه، ويعلمهم ذلك كله.
وقال النووي: باب وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن المخالفة وتأديبهم ومنعهم من ارتكاب مَنْهِيٍّ عَنْهُ.
وإذا نهيت أخواتك عن استعمال المكياج عند الخروج فلم ينتهين، فقد أديت الذي عليك، ولا يجوز لك أن تتلف هذا المكياج، فهذا من إضاعة المال، وقد ثبت في الصحيحين عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال.
وإخفاءه نوع من الإنكار باليد، وهو ليس إليك، وإنما لمن له سلطان عليهن وهو الأب. وراجع الفتوى رقم 218326.
فوصيتنا لك أن تستمر في نصحهن بالحسنى، واجتهد في محاولة التأثير عليهن واستمالة قلوبهن لينتفعن بنصحك، ولا بأس بأن تخوفهن بالله عز وجل.
والله أعلم.