الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتجاهل الوساوس، وألا تبالي بها ولا تعيرها اهتماما، فإنه لا علاج للوساوس أمثل من هذا، وانظر الفتوى رقم: 51601، ولا يتعين كون هذا اللون الأصفر أثرا لبول أو غيره، مما يخرج من المحل، فقد يكون مجرد عرق، أو نحو ذلك، ومن ثم فلا تحكم بخروج شيء منك، إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، وهذا هو قول الشيخ ابن باز وغيره من أهل العلم، فإذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك شيء فحينئذ يلزمك الاستنجاء، وبدون هذا اليقين، فالأصل براءة ذمتك، وعدم خروج شيء منك، ولا يلزمك التفتيش، ولا البحث هل خرج منك شيء أم لا، بل يكفيك استصحاب الأصل المذكور، والعمل به، والبناء على أنه لم يخرج منك شيء، ولست إذا عملت بما ذكرناه تاركا للصلاة، ولا متوعَدا بشيء من الوعيد؛ لأنك فاعل ما أمرت به مما شرعه الله لك، وإذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك شيء، وشككت هل هو مذي أو مني أو غير ذلك، فإنك تتخير فتجعل له حكم واحد مما شككت فيه، وانظر الفتوى رقم: 64005.
والله أعلم.