الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة، أن لديك وساوس كثيرة، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 3086.
ثم إن التشهد الأخير، محل خلاف بين أهل العلم، فهو ركن من أركان الصلاة عند الحنابلة, والشافعية, ويعتبر سنة من سنن الصلاة عند المالكية، والحنفية, كما سبق في الفتوى رقم: 34423.
وبخصوص الفتوى المشتملة على بطلان صلاة من أخطأ في التشهد, فهي بناء على القول بركنيته, والسائل من بلد يغلب عليه المذهب المالكي, وبالتالي، فلك العمل بمقتضى مذهب بلدك, ولا تبطل صلاتك بالخطأ في التشهد، مع أنك غير متأكد من حصول الخطأ، والأصل عدمه، حتى يثبت بيقين.
والمختارعند المالكية في صيغة التشهد، هو تشهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
قال الحطاب في مواهب الجليل على مختصر خليل المالكي: قال في المدونة: واستحب مالك تشهد عمر -رضي الله عنه- وهو: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. انتهى.
وعلى هذا, فإنك تأتي بتشهد عمر -رضي الله عنه- لكنك تقول "الطيبات لله" والصواب: الطيبات فقط.
أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير, فتجزئ بأي صيغة وردت, وإن كان الأفضل الاقتصار على الصيغة المأثورة في السنة الصحيحة.
قال الدردير في الشرح الكبير على مختصر خليل: (والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) بعد التشهد، وقبل الدعاء، بأي صيغة، والأفضل فيها ما في الخبر، وهو: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد (سنة، أو فضيلة خلاف) في التشهير. انتهى.
وبناء على ما سبق, فإن صلواتك السابقة صحيحة, ولاتلزمك إعادتها, وننصحك بالتخفيف على نفسك من تكرار التشهد, فإن ذلك دليل على تمكن الوساوس منك, فاعرض عنها, ولا تلتفت إليها, فإن خطرها كبير.
والله أعلم.