الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع في هذا الدعاء على ما يخالف العقيدة، أو الشرع، ولكن الأفضل الدعاء بالمأثور من القرآن والسنة الثابتة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم، وقد ثبت عنه وعن غيره من الرسل عدة أدعية في التضرع، والابتهال إلى الله تعالى، فهي أولى وأفضل مما يؤثر عن غيرهم قطعا، ويدل لأهمية الاقتداء به في الأذكار: ما ثبت من حرص كبار الصحابة على أن يعلمهم الأذكار؛ فقد سأله أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته، أو في بيته.
ففي الصحيحين عن أبي بكر -رضي الله عنه- أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني. إنك أنت الغفور الرحيم.
وعن كعب بن عجرة -رضي الله عنه- قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا يا رسول الله: قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك: قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. متفق عليه.
ويدل لجواز الدعاء بغير ذلك مما لم يشتمل على الاعتداء، أو الدعاء بالإثم، أو قطع الرحم، إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة في دعائهم، وذكرهم بغير المأثور، وعموم حديث مسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم.
والله أعلم.