الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل صدق زميلتك فيما تدعيه من الأعذار، فإن كانت لديك بينة على كونها كاذبة، فانهيها عن ذلك، وبيني لها خطر الكذب، والتقصير في المسؤولية.
فإن كفت، فذلك المطلوب، وإلا فمن حقك أن تبيني للمسؤولين ذلك؛ ليرفعوا عنك الضرر.
وأما الدعاء عليها لمجرد توهمك أنها تكذب، فلا يجوز، بل لو فرض كونك متحققة مما ذكرت، فإنما يجوز لك الدعاء عليها بقدر ظلمها لك، ولا يجوز لك الدعاء عليها بالشلل ونحوه، وإنما يجوز لك أن تقولي مثلا: اللهم خذ لي حقي من فلانة، ونحو هذا الكلام، وكذا يقال في حق مديرتك، فإن الأصل عدم ظلمها لك؛ لكونها تعمل بخبر من تثق به، فقد تكون غير عامدة لمحاباة تلك الزميلة، وإنما يغلب على ظنها صدقها، ومن ثم تكل عملها لكم، وعلى تقدير كونها تعمدت محاباتها، فلا يجوز لك الدعاء عليها إلا بقدر ظلمها لك كما مرَّ، على أن الذي ينبغي لك هو أن تصبري، وتَدَعي الدعاء عليهما، وانظري الفتوى رقم: 122940، وبخاصة، والظاهر أنك لا تتحققين من كونك مظلومة، ونخشى أن يكون ما ذكرته مجرد أوهام، وأن تكون المرأة صادقة فيما تخبر به من الأعذار، ثم إن الأولى من الدعاء عليهما على تقدير صحة ما ذكرت، أن تناصحيهما، وتبيني لهما خطأهما، وأن على زميلتك أن تقوم بعملها على وجهه؛ لئلا تعرض نفسها لأكل الحرام، وتبيني لها خطورة أكل الحرام، وأنه يعرض لسخط الله تعالى، وأن إهمالها في عملها خيانة للأمانة التي وكلت بها، وليس هذا من خِلال المؤمنين، وتبيني لمديرتك بأسلوب حسن، خطورة محاباة بعض الناس على حساب بعض، وأن هذا من الظلم الذي هو ظلمات يوم القيامة.
والله أعلم.