الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكيف تريدنا ألا نتعامل مع ما تذكره على أنه وساوس، وهو في الحقيقة كذلك، وأنت تعترف بهذا، وتقر به، فعليك أن تجاهد هذه الوساوس، وألا تسترسل معها؛ فإن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.
وابن على الأصل، واعمل به دائما، وهو أن الأشياء الأصل فيها الطهارة، فلا تفتش عن طهارة شيء ما، أو نجاسته، بل استصحب الأصل فيه وهو الطهارة، ولا تحكم بنجاسته إلا بيقين جازم، تستطيع أن تحلف عليه.
وإذا تيقنت نجاسة موضع معين، فالخطب سهل، فإن تطهيره يكون بصب الماء عليه، وإذا كنت متيقنا من أن حال أخيك ما ذكر فعليك أن تنهاه، وتبين له خطأ ما يفعله.
وأما سلس البول: فإن فقهاء المالكية يرون العفو عما يصيبك بسببه من النجاسة، وأنه لا يلزمك تطهيره، وانظر الفتوى رقم: 75637.
وما دمت مصابا بالوسوسة، فلا حرج عليك في العمل بهذا القول، على ما هو مبين في الفتوى رقم: 181305.
والله أعلم.