الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فوقت العشاء، يدخل بسقوط الشفق الأحمر، ووقت الفجر يدخل بتبين الفجر الصادق، المنتشر ضوؤه في الأفق، والأصل أنه لا تجوز الصلاة إلا إذا حصل اليقين، أو غلبة الظن بدخول الوقت. فإذا كنت تستطيع تبين المواقيت بنفسك، فاعمل بما يحصل لك به اليقين، أو غلبة الظن، وإلا فقلد من تثق به من العارفين بالمواقيت وعلاماتها، ولا يجوز لك أن تصلي قبل حصول غلبة الظن بدخول الوقت، فإذا دخلت مسجدا يصلي قبل التقويم الذي تعتمده، ولم تكن عندك غلبة ظن بدخول الوقت، بل كنت شاكا في دخوله، فإن صلاتك لا تصح فرضا.
جاء في الروض مع حاشيته: ولا يصلي من جهل الوقت، ولم تمكنه مشاهدة الدلائل التي يعرف بها الوقت، كالزوال ونحوه، لعمى، أو مانع ما، ولا مخبر عن يقين. قبل غلبة ظنه بدخول وقتها؛ لأن الأصل عدم دخوله، فإن صلى مع الشك، فعليه الإعادة إجماعا وإن وافق الوقت، وأجمعوا على أن العلم بدخول الوقت، أو غلبة الظن على دخوله، شرط في صحة الصلاة. ويستحب له التأخير حتى يتيقن. انتهى مع حذف يسير.
ونحن لا علم لنا بموثوقية المصادر التي ذكرتها في السؤال، وإنما الذي ننصحك به إجمالا إذا اشتبه عليك الوقت، أن تتبع أوثق هذه الجهات وأعلمها بالوقت في نفسك، ولا تصلي إلا مع اليقين، أو غلبة الظن بدخول الوقت كما بينا، وقد بينا أن تقويم أم القرى، من أوثق التقاويم التي يعتمد عليها، إلا أنه ينبغي التأخير في صلاة الفجر شيئا، وانظر الفتوى رقم: 138714.
والله أعلم.