الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فزادك الله على الخير حرصا، ووفقك لما يحب ويرضى.
وأما بخصوص النص على أن (من دل الآخرين على صلة الأرحام تكتب له صلة، ويزاد له في رزقه، باعتبار صلة الأرحام تزيد في الرزق، والدال على الخير كفاعله). فلم نجد من أهل العلم من نص على هذا المعنى! والأمر وإن كان محتملا، إلا أن النص عليه يحتاج أثارة من علم السابقين؛ خشية الخطأ، والتقول على الشرع.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام. اهـ.
هذا، مع العلم بأن المثلية بين فاعل الخير، والدال عليه، لا تعني المساواة بينهما في قدر الأجر، وثواب الآخرة، فضلا عن آثاره ومنافعه في الدنيا.
قال النووي في شرح مسلم: المراد بمثل أجر فاعله، أن له ثوابا بذلك الفعل، كما أن لفاعله ثوابا، ولا يلزم أن يكون قدر ثوابهما سواء. اهـ.
وقال ابن الجوزي في (كشف المشكل): قوله صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير، فله مثل أجر فاعله" فيه إشكال، وهو أن يقال: الدلالة كلمة تقال، وفعل الخير إخراج مال محبوب، فكيف يتساوى الأجران؟
فالجواب: أن المثلية واقعة في الأجر، فالتقدير: لهذا أجر، كما أن لهذا أجرا، وإن تفاوت الأجران. ومثل هذا قوله: "من سن سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها" وقوله: "الخازن الأمين الذي يعطي ما أمر به، أحد المتصدقين" وقوله: "من جهز غازيا، فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير، فقد غزا". اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 319507، 221857.
والله أعلم.