الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا خلاف بين الفقهاء في أن قراءة السورة كاملة بعد قراءة الفاتحة أفضل.
واختلفوا في القراءة التي يحصل بها أصل السنة، فذهب المالكية إلى حصول السنة بقراءة ما زاد على الفاتحة، ولو آية، سواء كانت طويلة أم قصيرة.
وتحصل كذلك عندهم بقراءة بعض آية، على أن يكون لها معنى تام.
وذهب الحنفية، والشافعية، والحنابلة إلى حصول السنة بقراءة آية واحدة، واستحب الإمام أحمد أن تكون طويلة، كآية الدين؛ لتعدل قراءة سورة.
ولعل ما ذهب إليه المالكية أولى؛ لعموم قوله تعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ {المزمل:20}؛ إذ إنه يشمل قراءة آية كاملة، أو جزء منها مما يفيد معنى كاملًا، علمًا أن قراءة ما زاد على الفاتحة لا يجب، وإنما هو سنة.
والله أعلم.