الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فبقدر طاعة العبد لربه يكون قربه منه، وكلما ازداد العبد امتثالاً للشرع بطاعة أوامره واجتناب نواهيه، ازداد قرباً من الله تعالى، وذلك لأن الأعمال الصالحة تزيد الإيمان، والمعاصي والذنوب تنقصه، والقرب والبعد من الله تعالى يكون بحسب زيادة الإيمان ونقصانه، قال حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في سلم الوصول: إيماننا يزيد بالطاعات === ونقصه يكون بالزلات وأهله فيه على تفاضل === هل أنت كالأملاك أو كالرسل والفاسق الملي ذو العصيان === لم ينف عنه مطلق الإيمان لكن بقدر الفسق والمعاصي === إيمانه مازال في انتقاص وقد وعد الله تعالى المؤمنين الذين اتصفوا بصفات الإيمان أن يرحمهم ويغفر لهم، فقال الله عز وجل: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56].وقال الله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ [الأعراف:156].والمؤمن لا يزال يترقى في مراتب الدين ومدارج القرب حتى يكون أقرب ما يكون من الله تعالى، ومراتب الدين ثلاث: 1- الإسلام 2- الإيمان 3- الإحسان.فالإسلام أركانه خمسة وهي معروفة، من استوفاها وقام بها فقد ترقى في مراتب الدين درجة، والإيمان أركانه ستة، من استوفاها ترقى درجة ثانية، والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهذه هي أعلى مراتب الدين، وأبلغ درجات القرب. قال حافظ بن أحمد الحكمي في سلم الوصول: وثالث مرتبة الإحسان === وتلك أعلاها لدى الرحمن وهي رسوخ القلب في العرفان === حتى يكون الغيب كالعيان ولمعرفة أسباب القرب من الله بمزيد من التفصيل والفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27513، 18073، 4014، 8371، 20879، 24565.والله أعلم.