الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك وتحريك في التزام حدود الله تعالى، وأما جواب سؤالك: فاعلمي أن الصورة التي قمت برسمها محل خلاف بين أهل العلم، ولا نرى حرجا عليك فيها، وإن كان الأسلم هو البعد عن رسم رأس الإنسان كاملا، كأن يترك رسم العينين والأنف مثلا، وعلى أية حال فمثل هذه الصورة المذكورة في السؤال قد نص كثير من أهل العلم على عدم حرمتها، جاء في الموسوعة الفقهية: المالكية لا يرون تحريم تصوير الإنسان أو الحيوان ـ سواء أكانت الصورة تمثالا مجسما أو صورة مسطحة ـ إن كانت ناقصة عضو من الأعضاء الظاهرة مما لا يعيش الحيوان بدونه، كما لو كان مقطوع الرأس، أو كان مخروق البطن أو الصدر، وكذلك يقول الحنابلة، كما جاء في المغني: إذا كان في ابتداء التصوير صورة بدن بلا رأس أو رأس بلا بدن، أو جعل له رأس وسائر بدنه صورة غير حيوان، لم يدخل في النهي، وفي الفروع: إن أزيل من الصور ما لا تبقى الحياة معه لم يكره، في المنصوص، ومثله صورة شجرة ونحوه وتمثال، وكذا تصويره، وهذا مذهب الشافعية أيضا، ولم ينقل بينهم في ذلك خلاف إلا ما شذ به المتولي، غير أنهم اختلفوا فيما إذا كان المقطوع غير الرأس وقد بقي الرأس، والراجح عندهم في هذه الحالة التحريم... وظاهر ما في تحفة المحتاج جوازه، فإنه قال: وكفقد الرأس فقد ما لا حياة بدونه. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 152675.
وبهذا يتبين جواب السؤال الثاني أيضا، فرسم الوجه على هذا المذهب لا يحرم، فإن كان مُلثَّما كان أولى بالإباحة، لعدم وضوح ملامح الوجه وبعده عن المضاهاة، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تكن الصورة واضحة، أي ليس فيها عين أو أنف ولا فم ولا أصابع، فهذه ليست صورة كاملة ولا مضاهية لخلق الله عز وجل. هـ.
والله أعلم.