الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإذا كانت هذه المرأة قد أخذت بكافة الأسباب اللازمة للسلامة وبكافة الاحتياطات فيها بأن كانت قريبة عهد بتفقد عجلات السيارة وفراملها ومقودها … وكانت لديها الخبرة الكافية المعتبرة في القيادة، وكانت ملتزمة بقواعد السير وقوانين المرور، وكانت كاملة الصحة تامة الوعي لم تشعر قبل الحادث بملل زائد أو فتور أو نعاس أو نحو ذلك مما قد يؤثر على تمام وعيها، وتحكمها في السيارة، فما حدث بعد ذلك مما لم تستطع أن تتفاداه فهي غير مؤاخذة به، لأنه خارج عن إرادتها، فأشبه الكوارث التي تبتلى بها الناس. وعلى هذا فلا كفارة عليها أصلاً لأنها اعتبرت غير متسببة، أما إن كان هنالك أي تفريط في الأخذ بأسباب السلامة والاحتياط فيها، فهذه المرأة مسؤولة عما تسبب فيه ذلك الحادث ومؤاخذة بما يترتب على ذلك من أحكام ومنها الكفارة ، وهي عن كل نفس لقول الله تعالى: ( ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة …الخ) [النساء: 92].
ولأن لكل نفس حرمتها المختصة بها ، فلا تغني عن كفارتها كفارة عن نفس أخرى غيرها. والله أعلم.