الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالربح الذي يستحق المضارب نصيبه منه، هو ما زاد على رأس المال. وبالتالي، فالربح الحاصل بعد خسارة، تستوفى الخسارة منه، حتى يحرز رأس المال، وما زاد بعد ذلك فهو الربح.
وفي المثال الذي ذكرته، لو كان رأس المال مليونا، وخسرت مائة ألف، ثم ربحت مائتين. فالربح هنا هو مائة فقط؛ لأن المائة الثانية تجبر ما حصل من نقص في رأس المال، فإن كان لك نصف الربح، فتستحق خمسين ألفا فقط، وهكذا.
يقول ابن قدامة في المغني: إن الربح وقاية لرأس المال، فلا يأمن الخسران الذي يكون هذا الربح جابرا له، فيخرج بذلك عن أن يكون ربحا. اهـ.
وقال الخرقي في مختصره: وليس للمضارب ربح حتى يستوفي رأس المال. اهـ.
قال ابن قدامة في المغني: يعني أنه لا يستحق أخذ شيء من الربح، حتى يسلم رأس المال إلى ربه، ومتى كان في المال خسران وربح، جبرت الوضيعة من الربح، سواء كان الخسران والربح في مرة واحدة، أو الخسران في صفقة، والربح في أخرى، أو أحدهما في سفرة، والآخر في أخرى؛ لأن معنى الربح هو الفاضل عن رأس المال، وما لم يفضل، فليس بربح, ولا نعلم في هذا خلافًا. اهـ.
والله أعلم.