الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجب صيام شيء من الأيام إلا شهر رمضان، وقد يجب الصيام بأسباب أخرى وهي القضاء والنذر وبعض الكفارات، أما التطوع؛ فهو مستحب كله، مثل صيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء، ويوم تاسوعاء، وصيام الاثنين والخميس، والثلاثة البيض من كل شهر قمري (13-14-15)، وصيام يوم وإفطار يوم، وست من شوال، ولكن صيام بعض هذه الأيام آكد من بعض أي أشد استحباباً وأكثر أجراً، فآكدها صوم يوم عرفة لغير الحاج، ثم صوم يوم عاشوراء، ثم صيام ست من شوال.
وورد في فضلها أحاديث منها قوله -صلى الله عليه وسلم- في صوم يوم عرفة وصوم يوم عاشوراء: صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية. حديث صحيح، رواه الإمام أحمد عن أبي قتادة، وقال -صلى الله عليه وسلم- في الست من شوال: من صام رمضان، ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر. رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وأحمد، والترمذي.
أما صيام رأس السنة الهجرية، فهو بدعة، لعدم النص عليه؛ إلا أن يوافق صوماً يصومه، وكذلك من وافق صيامه أياماً من رجب ولا يخصص يوماً منه بالصوم، مثل النصف منه، لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة، قال ابن حجر -رحمه الله- في كتابه في تبيين العجب بما ورد فى فضل رجب: لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة. انتهى.
والله أعلم.