الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسؤالك فيه بعض الغموض، فلم يتضح لنا مرادك بالرفض، هل هو الامتناع من إجابة زوجك إلى الفراش، أم هو مجرد بغضك لمعاشرته مع إجابته إليها؟ فإن كنت تمتنعين من إجابة زوجك إلى الفراش دون عذر، فهذا محرم، بل وكبيرة من كبائر الذنوب، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة حتى تصبح. متفق عليه.
قال الشيخ مرعي الكرمي الحنبلي رحمه الله: وللزوج أن يستمتع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت، ما لم يضرها أو يشغلها عن الفرائض.
أما إذا كان المقصود أنّك تجيبين زوجك إلى المعاشرة، ولكنك تبغضينه وتبغضين معاشرته، فهذا لا إثم فيه إذا لم يترتب عليه ظلم أو تضييع حقّ، كأن تجيبيه إلى المعاشرة مع التبرم وإظهار الكراهية، فهذا غير جائز، قال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله: وعلى كل واحد من الزوجين معاشرة صاحبه بالمعروف وأداء حقه الواجب إليه من غير مطل ولا إظهار الكراهية لبذله.
ثم إن عاطفة الحب ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر ـ رضي الله عنه ـ لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟.
وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
كما أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر والتجاوزعن بعض الأخطاء و التغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر.
والله أعلم.