الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكان الواجب عليك إذ صدمت سيارة هذا الشخص أن تقف، وتستسمحه، أو تصالحه على ما تلف من سيارته ـ ولو كان شيئا يسيرا ـ، لا سيما وأن الشين اليسير قد ينقص من ثمن السيارة.
ولم يكن لك أن تحلف على أنك لم تحدث تلفيات؛ لأن الخدش نوع تلف، والحلف عند القاضي لا يدخله التأويل، بل هو على نية المستحلف، إلا أن يكون مظلوما، وانظر الفتوى رقم: 128196.
وعلى هذا فنخشى أن تكون يمينا غموسا كاذبة.
واليمين الكاذبة ـ خاصة عند القاضي ـ من كبائر الذنوب، فعلى السائل أن يتوب إلى الله، ويكثر من الاستغفار، وأما من حيث الكفارة: فأكثر أهل العلم على أن اليمين الغموس لا كفارة لها إلا التوبة والاستغفار، وذهب الشافعية إلى أن فيها مع ذلك كفارة اليمين المعروفة، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، وهذا أحوط، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 116990.
يبقى أن عليك حقا لصاحب السيارة، فاجتهد أن تصل إليه لتصالحه على ما أحدثته من شين في سيارته.
والله أعلم.