الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أن خوف حصول المرض كالمرض في إباحة الفطر في رمضان.
قال ابن قدامة: فَصْلٌ: وَالصَّحِيحُ الَّذِي يَخْشَى الْمَرَضَ بِالصِّيَامِ، كَالْمَرِيضِ الَّذِي يَخَافُ زِيَادَتَهُ فِي إبَاحَةِ الْفِطْرِ؛ لِأَنَّ الْمَرِيضَ إنَّمَا أُبِيحَ لَهُ الْفِطْرُ خَوْفًا مِمَّا يَتَجَدَّدُ بِصِيَامِهِ، مِنْ زِيَادَةِ الْمَرَضِ، وَتَطَاوُلِهِ، فَالْخَوْفُ مِنْ تَجَدُّدِ الْمَرَضِ فِي مَعْنَاهُ. اهـ.
ولكن ما ذكرته من الحاجة لشرب الماء حتى لا تتجمع الأملاح، وتصاب بحصوات في الكلى، هذا الشرب يُنظر فيه: فإن كان لا يتعين نهارا، وكان الشرب ليلا ينتفي معه خوف الإصابة بالمرض، لم يجز الفطر، ووجب الصيام. وإن كان الشرب ليلا لا يغني عن الشرب نهارا، وخُشِي بخبر الطبيب الثقة، أنك لو لم تشرب نهارا طيلة الشهر، أن تمرض، جاز لك أن تفطر، وإن كان خوف المرض يزول بفطر بعض الأيام، أفطرت من الأيام القدر الذي يزول معه خوف الإصابة بالمرض، ووجب عليك الصوم في بقية الشهر.
والله أعلم.