الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن هذا الرجل أنه لا يلتزم بأي ركن من أركان الإسلام، فهو بهذا على خطر عظيم، والإيمان يقتضي العمل، قال تعالى: وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ {النور:47}، فالواجب أن ينصح هذا الرجل بأن يتقي الله في نفسه، ويسارع بالتوبة، وينبغي الدعاء له أن يصلح الله حاله.
وإذا كان مفرطًا في حق الله تعالى، وقاطعًا للصلة بينه وبين ربه، فكيف يرجى منه أن يخشاه في خلقه، فلا يقدم على السرقة، أو أكل الربا، أو أي منكر آخر!؟ فينبغي أن ينصح من هذه الجهة أيضًا، ويسلط عليه بعض الفضلاء، والصالحين ليسعوا في الوفاق، وحل المشكلة من غير أن يترتب عليها شيء من المشاكل، والقطيعة.
وإذا عجز الوسطاء عن إقناعه، فالتحاكم للقوانين الوضعية، جائز إن دعت إليه الضرورة، لدفع الظلم، والضرر عنكم.
وإذا كان بيع البيت حلًّا للمشكلة، واسترداد شيء من الحق، ورضيتم بتحمل خسارة ذلك المبلغ، فهو أهون، مع اتخاذ الحذر، والحيطة؛ حتى لا يتكرر هذا التزوير من قبل والد زوجتك.
ولا بأس بالحج قبل حل المشكلة، إن كانت لكم قدرة على الحج، بل يلزم المبادرة إلى الحج إن كانت هذه حجة الإسلام.
والله أعلم.