الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أوردت صريح في أن من يقرأ سورة العصر أحد الْمُلْتَقِيَيْنِ وليس كلاهما، ويقاس على ذلك ما إذا كان الملتقون أكثر من ذلك، فإن قرأها أحدهم كفى، لأن الظاهر أن المراد من قراءتها التذكير بما فيها من الحث على الإيمان والتواصى بالحق والتواصي بالصبر.. ويحصل ذلك بقراءة الواحد، قال الشوكاني في الفتح الرباني: قلت: ولعل الحامل لهم على ذلك ما اشتملت عليه من الموعظة الحسنة من التواصي بالحق والتواصي بالصبر بعد الحكم على هذا النوع الإنساني حكما مؤكدا بأنه في خسر، فإن ذلك مما ترجف له القلوب، وتقشعر عنده الجلود، وتقف لديه الشعور، وكأن كل واحد من المتلاقين يقول لصاحبه: أنا وأنت وسائر أبناء جنسنا وأهل جلدتنا خاسر لا محالة إلا أن يتخلص عن هذه الرزية، وينجو بنفسه عن هذه البلية بالإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق وبالصبر، فيحمله الخوف الممزوج بالرجاء على فتح أسباب النجاء، وقرع أبواب الالتجاء... اهـ.
وانظر لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 183097.
والله أعلم.