الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لمسلم ترك الصلاة بحال ما دام عقله ثابتًا، والتهلكة الحقيقية هي التفريط في هذه الشعيرة العظيمة، والتعرض لعقوبة الله وسخطه، وانظر لبيان خطر ترك الصلاة الفتوى رقم: 130853. والأمر أيسر بكثير مما تتصوره؛ فما عليك إلا الاستعانة بالله تعالى، ومجاهدة هذه الوساوس ومدافعتها، بحيث لا تسترسل معها، ولا تعيرها أي اهتمام، ومع يسير المجاهدة والاستعانة بالله تعالى سيذهب عنك هذا الداء، فلا تغتسل إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيع أن تحلف عليه أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، ولا تطل المكث في الحمام، بل عمم بدنك بالماء ثم انصرف، وهذا لا يستغرق منك دقائق، وإذا توضأت فلا تزد في غسل العضو على ثلاث مرات مهما وسوس لك الشيطان أنك لم تغسله غسلًا تامًّا. وأمر الصلاة ليس بالأمر الصعب؛ فما هي إلا دقائق تقوم فيها بين يدي ربك وتناجيه وتتلو كلامه سبحانه، لكن عليك أن تترك الوسواس، فكلما أوهمك الشيطان أنك لم تقرأ كلمة كذا أو لم تأت بحرف كذا أو أنك تركت سجدة أو ركعة أو نحو ذلك فدعك من وسواسه ولا تلتفت إليه.
وابدأ في العلاج من الآن؛ فإن ذلك مما يعينك -إن شاء الله- في دراستك ويساعدك على التفوق، وطاعة الله لا تجلب للعبد إلا الخير، فجاهد الوساوس واستمر في طاعة الله ولا تضيع الصلاة أبدًا، واعلم أن أمر مدافعة الوسواس يسير لكنه يحتاج إلى عزيمة صادقة وهمة عالية، هذا وننبهك إلى أنه لا يجزئك التيمم مع القدرة على الاغتسال، فعليك أن تغتسل إذا تحققت خروج المني، واغتسل على الصفة المبينة لك وستجد الأمر سهلا -إن شاء الله-، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.