الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمقصود بهذه الآية كما قال ابن عباس: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله (إلا من ظلم) وإن صبر فهو خير له.
وهو قول السدي أنه لا بأس لمن ظلم أن ينتصر ممن ظلمه بمثل ظلمه ويجهر له. وقال الحسن: لا يدعو عليه وليقل: اللهم أعني عليه واستخرج حقي منه، وفي رواية عنه قال: قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه من غير أن يعتدي عليه. وقال غيره: هو الرجل يشتمك فتشتمه، ولكن إن افترى عليك فلا تفتري عليه.
وعليه أن لا يعتدي ويسرف في الدعاء على من ظلمه ولكن يدعو عليه بقدر مظلمته -إن أراد أن يدعو- قال صلى الله عليه وسلم: المستبان على ما قالا، فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم. رواه أبو داود.
فلا يجوز له أن يدعو على من ظلمه بفقد بصره أو أولاده، لأن ذلك من الاعتداء في الدعاء، إلا إن كان الظلم الواقع على العبد يكافئ دعاءه.
والله أعلم.