الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كنت قادرا على النظر في أقوال العلماء وتملك آلة الترجيح بينها، فإنه يلزمك ذلك وتعمل بما ظهر لك رجحانه، فإن ظهر لك أن القول بالوجوب أرجح لم يجز لك التخلف عن الجماعة، فإن تخلفت فأنت آثم، وإن ظهر لك أن القول بالاستحباب أرجح لم تأثم بالتخلف عنها.
وإن كنت غير قادر على النظر في أقوال العلماء والترجيح بينها فالأمر واسع ولا نرى عليك حرجا إن قلدت من يقول بعدم وجوب الجماعة، ولا شك أن الأعظم لأجرك والأبرأ لدينك والأحفظ له أن تحرص على أدائها مع جماعة المسجد.
وقولك "هل أعتبر كافرا" هذا ربما يشير إلى أنك مصاب بالوسوسة في هذا الباب، فإننا لم نقف على من يقول بكفر تارك الصلاة في المسجد حتى من قال إنها شرط صحة، والذي نوصيك به ختاما أن تحرص على الصلاة في المسجد، وتستعين بالله تعالى في مراجعة دروسك وستجد التوفيق من الله والعون.
وانظر الفتوى رقم: 120640، عن العامي إذا اختلفت الفتوى فبقول من يأخذ، والفتوى رقم: 169801، عما يلزم العامي إذا اختلفت عليه أقوال العلماء ولم يدر أيها أرجح.
والله تعالى أعلم.