الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك بما من الله عليك به من إعفاء لحيتك امتثالا لأوامر الشرع الحنيف وطلبا لمرضاة الرب سبحانه، وهذا توفيق عظيم ينبغي أن تحمد الله تعالى وتشكره عليه، وكما تعلم فإن إعفاء اللحية مأمور به في الشرع أمرا جازما، وقد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى حرمة حلق اللحية، للأدلة الصحيحة الصريحة التي جاء فيها الأمر بإعفائها، كما في الفتاوى التالية أرقامها: 120618, 71215, 2135.
فلا يجوز حلقها إلا للضرورة القصوى، أو وجود مصلحة راجحة في ذلك، ولا نرى أن الأسباب التي ذكرت داخلة في هذا الباب، فحضور ندوات أو مؤتمرات أو تجمعات معينة لا يعد ضرورة ملجئة لحلق اللحية، مع العلم أن كثيرا من الناس يحضرون مؤتمرات عالمية في الشرق والغرب وهم ملتحون، وكذلك الأغراض السياسية التي تحدثت عنها لا نرى أنها أسبابا كافية لجواز حلق اللحية، وقد سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ عن رجل حلق لحيته لظروف سياسية وحين سئل قال: لا أستطيع أن أنطلق كداعية في هذا المكان والزمان إلا بحلق اللحية، فهل يعذر في ذلك؟ فأجاب: لا يجوز للمسلم أن يحلق لحيته لأسباب سياسية، أو ليمكن من الدعوة، بل الواجب عليه إعفاؤها وتوفيرها، امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأحاديث، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين ـ متفق على صحته، فإذا لم يتمكن من الدعوة إلا بحلقها انتقل إلى بلاد أخرى يتمكن من الدعوة فيها بغير حلق. اهـ.
فعلى المسلم أن يتمسك بدينه ويهتم بإظهار شعائره، خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. أخرجه الترمذي.
وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 2711، 64968، 228481.
والله أعلم.