الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن فتح المواقع الإباحية ومشاهدة ما لا يرضي الله تعالى فيها يعتبر من زنا العين، وليس من الزنا الذي يترتب عليه إقامة الحد، فقد ثبت أن الشرع أطلق على النظر المحرم وصف الزنا، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
وليعلم كل مسلم أن السمع والبصر من النعم التي امتن الله تعالى بها عليه، فقال الله تعالى: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ [الملك:23].
والعبد مسؤول عنها أمام الله تعالى يوم القيامة، كما قال الله سبحانه: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
فمن استعملها في طاعة الله تعالى فقد أفلح ونجا، ومن استعملها في معصيته فقد خاب وخسر، وانظر الفتوى:1256 - والفتوى: 2862.
والله أعلم.