الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحسنا فعلت حين التزمت بالمنهج الحق منهج أهل السنة والجماعة، وليس ما فعلته تصرفا طائشا، بل هو عين الصواب الواجب على كل مسلم أن يفعله، وعليك أن تستمر في هذا الطريق، وأن تتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة وطريقتهم، ففيها النجاة والعصمة والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فحذار من طريق الغلاة المنحرفين عن الشرع الحائدين عما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم، وتمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا يضرك مخالفة من خالفك وأذية من آذاك، فلك بذلك عظيم الأجر والمثوبة، وعليك أن تتعلم أحكام الدين من المشايخ الثقات المعروفين بالتمسك بالسنة، أو من المواقع الموثوق بها التي تنصر السنة وتنافح عنها.
وأما الجمع: فلا يجوز إلا لعذر، وقد أوضحنا الأعذار المبيحة للجمع في الفتوى رقم: 6846، فانظرها.
وإذا كنت ستصلي الصلاة الثانية منفردا، وحيل بينك وبين الصلاة في المسجد إلا أن تخفف الصلاة جدا، فلك أن تصلي في بيتك ولا تذهب للمسجد، وإن كانت مدة الأذان هذه تتسع للصلاة فصليت في أثناء الأذان فلا بأس، والأمر واسع ـ والحمد لله ـ بيد أن ما يلزمك هو أن تعض على السنة بالنواجذ، وأن تعلم أن منهج أهل السنة وطريقتهم في الاعتقاد والعبادة هي الحق الذي لا ينجو إلا من سلكه، كما قال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ {التوبة:100}.
وفقنا الله وإياك للتمسك بالسنة والحفاظ عليها.
والله أعلم.