الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان قصدك بما ذكرت، عما تفعلينه في الصلاة من الكلام، عما بداخلك، وسرد تفاصيل حياتك اليومية، مجرد كلام؛ فإن ذلك لا يجوز في الصلاة، وهو من العبث المبطل لها؛ فالصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن. رواه مسلم.
والسجود محل تسبيح، ودعاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء. رواه مسلم.
وإن كان قصدك به الدعاء، وذكر سببه، أو ذكر حالك، فإنه لا حرج على المسلم أن يذكر حاله في دعائه، وأن يدعو في سجوده بحوائجه الدنيوية، والأخروية ما لم يصل إلى حد الاعتداء في الدعاء.
جاء في مختصر خليل المالكي: ودعا بما أحب وإن لدنيا. اهـ.
وروى أبو داود وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمائة، وخمسة عشر فقال: اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم.. الحديث حسنه الألباني؛ ولبيان ماهية الاعتداء في الدعاء انظري الفتوى رقم: 23425.
والحاصل أنه يجوز لك الدعاء في السجود بما شئت من خيري الدنيا، والآخرة، ولكن مجرد الكلام، وذكر الحال لا يجوز في الصلاة وهو مبطل لها.
والله أعلم.