الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالبلل الخارج بعد البول له عدة حالات:
1ـ أن تتحقق كونه منيا، لوجود ما يدل لذلك كرائحة مثلا، فهنا يجب عليك أن تغتسل من الجنابة، وأن تعيد الصلوات التي صليتها بعد العثور على البلل المذكور، وقبل الاغتسال. هذا مذهب الجمهور، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه من أهل العلم، بعدم لزوم الإعادة في حق من ترك الغسل جاهلا، والراجح مذهب الجمهور؛ وراجع الفتوى رقم: 166105
2ـ أن تتيقن كونه وديا, فهو نجس كالبول, ويكفيك غسل موضع النجاسة.
3ـ أن تشك في الخارج هل هو مني, أو ودي, أو غيرهما. فإن شئت جعلته منيًا، فتغتسل من الجنابة، وتعيد ما صليته من فرائض قبل غسل الجنابة، وإن شئت جعلته وديا، فتصح صلاتك إذا كنت قد غسلت نجاسة الودي عن البدن، والثياب, وتوضأت، وصليت بثوب طاهر, وهذا التفصيل للشافعية، وهو المفتى به عندنا, كما سبق في الفتوى رقم:181641
وجاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير، فتوضأ، وصلى في ثوب آخر، صحت صلاته, وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله، لم تصح صلاته، لأنه إما جنب, وإما حامل نجاسة, وإن اغتسل وصلى في هذا الثوب قبل غسله، صحت صلاته، لاحتمال أنه مني. انتهى.
وفي حال ما إذا صليت بنجاسة الودي جهلا, أو نسيانا, فلا إعادة عليك بناء على ما رجحه بعض أهل العلم؛ وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 6115.
وللتعرف على صفات المذي، والمني، والودي راجع الفتوى رقم: 56051.
والله أعلم.