الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانينه من وساوس وشكوك, وننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك أنفع علاج لها, وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086.
ثم إنا ننبهك إلى أن نية الصيام أمرها يسير والحمد لله، فبمجرد أن يخطر ببالك في جزء من الليل أنك صائمة غدا فقد حصلت النية، ولا تلتفتي لما يوسوس به الشيطان بعد ذلك أنك لم تنو الصوم، فإن النية محلها القلب، ولا يشرع التلفظ بها ولا تكرار تحصيلها، فإن أمرها أهون من ذلك, قال ابن مفلح رحمه الله: "ومن خطر بقلبه ليلا أنه صائم غدا فقد نوى" انتهى، كما أن التسحر لأجل الصيام دليل على حصول النية؛ وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 177943 .
ومهما أوهمك الشيطان بأنك قد غيرت النية أو قلبتها نفلا فاطرحي عنك هذا كله ولا تعيريه اهتماما، وقد يكون الأمر صعبا في بدايته ولكن مع المجاهدة وبذل الوسع في دفع الوساوس ستتعافين منها ـ بإذن الله ـ، وساعتها تشعرين بالراحة والطمأنينة وتؤدين عبادتك بانشراح صدر وطمأنينة قلب.
وبخصوص بلع المخاط فإنه لا ييطل الصيام عند بعض أهل العلم, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 260020 ، ثم إذا كنت قد ترددت في قطع صيام هذا اليوم فهو صحيح على القول الراجح, ولا يلزم قضاؤه, وإن كنت قد عزمت على القضاء مع رفض نية الصيام, فهو باطل يجب قضاؤه, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 141223 ، ثم إن الصيام له أمور متعددة تبطله, وقد ذكرناها مفصلة في الفتوى رقم : 7619 , وعلى هذا فاعتبار أن الصيام لا يبطل إلا بمجرد الأكل أو الشرب فقط, مع تجاهل باقي مبطلات الصيام الأخرى غير صحيح.
والله أعلم.