الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فـ خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي أبو سليمان سيف الله المسلول على المشركين، أسلم سنة سبع للهجرة، وذلك بعد فتح خيبر، وقيل قبلها.
وبعد مبايعته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، شهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة، فلما استشهد الأمير الثالث وهو عبد الله بن رواحة أخذ الراية من غير إمرة ففتح له.. كما في صحيح البخاري.
وأخرج الترمذي بسند رجاله ثقات كما قال الحافظ ابن حجر: عن أبي هريرة قال: نزلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلاً فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا؟ فأقول: فلان، حتى مر خالد، فقال: من هذا؟ قلت: خالد بن الوليد، فقال: نِعْمَ عبد الله هذا سيف من سيوف الله.
وروى الطبراني في الكبير، وابن سعد في الطبقات، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعًا: لا تؤذوا خالدًا، فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار.
وفي صحيح البخاري عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد قال: لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية.
وشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتح مكة فأبلى فيها، وشهد حنينًا والطائف، وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى العزى فهدمها، وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أكيدر دومة فأخذ -أي أسر- فأتوه به، فحقن دمه وصالحه على الجزية.
وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة فأبلي في قتالهم بلاء عظيمًا، ثم ولاَّه حرب فارس والروم، فأثر فيهم تأثيرًا شديدًا وفتح دمشق.
وفي كتب الجهاد لـ ابن المبارك عن أبي وائل قال: لما حضرت خالدًا الوفاة قال: لقد طلبت القتل مظانه، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس والسماء تهلني تمطر إلى صبح حتى نغير على الكفار، ثم قال: إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر على الصدقة فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله... وفيه: وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا، قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناد صحيح كما قال الحافظ بن حجر عن قتيبة قال: أتى خالد بن الوليد رجل معه زق خمر فقال: اللهم اجعله عسلاً فصار عسلاً.
وروى أبو يعلى وغيره عن أبي السفر قال: لما قدم خالد بن الوليد الحيرة أتي بسمٍّ فوضعه في راحته ثم سمَّى وشربه فلم يضره. قال الحافظ: ورواه ابن سعد من وجهين آخرين.
والله أعلم.